أكتب إليك والحرج يملأني بعدما أوقعني ابني في الكثير من المشكلات بسبب خصلة سيئة لا تتناسب مع وضعنا الاجتماعي والأدبي كبيت كريم وعائلة معروفة، فابني باختصار شديد لص خفيف اليد، يسرق ما يحلو له سرقته في أي مكان في البيت في المدرسة في الشارع، إن وجد فرصة، لذلك صغرت قيمة ما يسرقه أم كبرت. والعجيب أنه لا يسرق من حرمان، فأنا بفضل الله عز وجل أمتلك الكثير من فضل الله وخيره ولا أمنع عنه أو عن إخواته شيئًا وكل من يعرفنا يعرف بفضل الله ما نرفل فيه من نعم وخيرات وأرزاق واسعة بحمد الله، وأفاجأ وأفجع بين حين وآخر بمن يخبرني أن ابني سرق كذا أو كذا من المكان الفلاني، وعندما يخبرني بما تمت سرقته أكاد أصعق لسببين:
السبب الأول: أن الذي سرقه تقل قيمته عن أضعاف ما بمقدوره شراؤه في أي وقت.
السبب الثاني: أشعر بالحرج الشديد بمعرفة الناس بهذا الأمر عن ولدي، حتى لكأني أتمني في هذه الساعة أن تنشق الأرض لتبتلعني حياء من الناس.
وكلما واجهت الولد بما يقال أنكر واعترض بشدة، وأقسم ألف يمين أنه لم يفعل، لأنه وببساطة شديدة لا يحتاج إلى ذلك فهو يملك من المال ما لا يحوجه إلى ارتكاب هذه الفعلة الشنيعة، لكنني تأكدت من ارتكابه لتلك السرقات من كثرة الشكاوى التي وردتني من أشخاص أعرفهم جيدًا ولا أشك لحظة في مصداقيتهم.
والسؤال: هل من حل لهذا الأمر الذي أحرجني أمام الكثير من أهلي وأصحابي حتى جعلني أشعر بالخجل من الناس جميعًا، من يعرف منهم المشكلة ومن لا يعرف؟