على مدار التاريخ الإسلامي ارتبط رجال وعلماء بالمسجد الأقصى ووهبوا حياتهم وعلمهم وعملهم للحفاظ عليه ودعمه ومن أولئك العلماء الذين جاهدوا وعملوا من أجل الأقصى هو الشيخ والمجاهد والعالم والفقيه والمفسر والمحدث عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز بن عبد السلام الدمشقي المتوفى سنة 660هـ في مصر.
ويذكر د. علي الصلابي فى كتابه “عزالدين بن عبدالسلام سلطان العلماء”، أن العز نزح إلى بيت المقدس، ومنها إلى نابلس بناء على طلب من الملك الناصر داود حاكم الكرك ونابلس بعد أن استدعاه لتحريض الناس على مقاومة الصليبيين والصمود أمام المذابح التي أوقعها هجوم الداوية على نابلس في ذي الحجة 637هـ، ويصف له فداحة الهجوم وما أحدثه من خسائر.
وبعد نزوله عند الناصر، وصل الصليبيون وحلفاؤهم من العساكر الإسلامية بقيادة الصالح إسماعيل حاكم دمشق، وعسكروا في القدس ليستأنفوا بعدها الهجوم على مصر؛ وبسبب خشيته من تحريض العز بن عبد السلام للأهالي هناك، أمر الصالح إسماعيل جنوده بإحضاره من نابلس إلى القدس ثم “اعتقله في خيمة إلى جانب خيمة السلطان”.
وقد سأل الصليبيون الصالح، من يكون هذا الشيخ؟ فرد عليهم قائلا: “هذا أكبر قسوس المسلمين وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي لكم حصون المسلمين وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه ثم أخرجته فجاء إلى القدس وقد جددت حبسه واعتقلته لأجلكم، فقالت له ملوك الفرنج: لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها”.