حين يشتري الواحد منا آلة من الآلات الحديثة المعقدة التي لا عهد له بمثلها؛ فإنه يحاول تشغيلها واستعمالها من خلال الاطلاع على دليل الصانع (الكتالوج) المرفق بها، أو من خلال سؤال أشخاص سبق لهم تشغيلها، وكثيراً ما يحذرك الصانع من استخدام تلك الآلة قبل امتلاك المعرفة بذلك، وكثيراً ما وقع الناس في أخطاء أدت إلى إفساد الآلات التي دفعوا من أجل اقتنائها أغلى الأثمان.
الطفل أعقد من أي آلة، وتحتاج تربيته التربية الرشيدة إلى معرفة وخبرة وحذق، لكن الناس لا يحبون الاعتراف بذلك، ومن هنا؛ فإن الواحد منا يملك الجرأة على أن ينجب سبعة من الولد، دون أن يخطر في باله ما إذا كان في حاجة إلى قراءة كتيب، أو سماع محاضرة، أو استشارة متخصص … ونحن نقطف الثمرات المرة لتلك الجرأة، ونتائج تلك الجرأة تتمثل في انحراف أعداد كبيرة من المراهقين والمراهقات، وفشل أعداد أخرى مماثلة في دراستها وفي حياتها العملية، ولكن مما يبشر بالخير: أننا نلمس اليوم المزيد من الوعي المتنامي بأهمية التربية الجيدة والتعليم المتميز.