أنا شاب في عمر ينم عن إنني أكملت المرحلة الجامعية لكنني للأسف لم أكملها بعد، فأنا متأخر في دراستي لسنوات طويلة كان الرسوب فيها هو سيد الموقف، فقد رسبت في الكلية أكثر من مرة حتى سئمت الدراسة ومللت من تكرار الفشل لدرجة إنني قررت ألا أستمر في هذا الطريق، وأن أسلك طريقا آخر غير هذا الطريق، لاسيما وأن العمر يتقدم بي وأصحابي قد تخرجوا، وأنا أستحي حتى أن أقابل أحدهم في الطريق فأسلم عليه حتى لايحرجني بالسؤال عن آخر أخباري، أو حتى لا يمتلىء قلبي حقداَ وحسداَ له لأنه أنهي دراسته وتسلم وظيفته قبلي.
إنني أعترف لك أن الدراسة ليست صعبة من حيث التخصص إنما أنا الذي اعتذرت عن دخول الامتحانات لأكثر من مرة، ثم لما أردت العودة إليها وتعويض ما فاتني منها يبدو أن الدافع للدراسة والحماسة لها قد هربا مني فلم أعد أقبل عليها لذا يتكرر الرسوب لأكثر من مرة.
أحيانا أقول هذه عقوبة من الله عز وجل لما كنت أفعله، وأحيانا أقول هذه نتيجة طبيعية لحياة اللامبالاة التي كنت وما أزال أعيشها حتى أصبحت الآن أسير الهواجس والأحاسيس الدائمة بالفشل.
لقد بدأت أكره الناس وأحقد عليهم وأشعر في داخلي بعدم السعادة والفرح لأي خير يصيب أحدهم، بعد أن كنت أفرح وأسعد لأي إنسان يمن الله عز وجل عليه بنعمة من النعم.
الشعور بالفشل المرير لاسيما الفشل الدراسي الذي يأكل العمر ويقتله قتلاَ، فماذا أفعل؟