يحرص الآباء والأمهات منذ بدء الخليقة على تربية الأبناء والاعتناء بهم وإرشادهم إلى الصلاح بكل الوسائل وفي الوقت نفسه تاركين النتائج على الله – عز وجل-، فها هو آدم – عليه السلام- وزوجته حوّاء حينما نزلا إلى الأرض، حرصا على صلاح أبنائهما، غير أنّ الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، فصار أحدهما صالحًا والآخر طالحًا، فهل قصّر آدم في التربية؟ الجواب: لا.
ويشتكي كثيرٌ من الآباء والأمهات أنهم يحرصون على غرس القيم الحميدة في نفوس أبنائهم، وتعليمهم المبادئ الإسلامية الصحيحة، مع الحفاظ على تعليمهم القرآن الكريم والسنة المطهرة وسيرة الصالحين ومع ذلك تكون تصرفاتهم غير سويّة، ويرتكبون المنكرات كثيرًا، بل ربّما حاد بعضهم عن شريعة الله وسلك طريق الشّر.
لكن من الضروري أن يفهم أولياء الأمور، أنّ هناك أخطاءً في تربية أولادهم قد يقعوا فيها عن علمٍ أو دون دِراية، قد تُشكّل سلوك أطفالهم السلبي، لأنّ تنشئة طفل سوي نفسيًّا يُشير إلى التربية السليمة التي تلقّاها من أسرته خلال مراحل عمره المختلفة، ومع ذلك هناك – أيضًا- حلول لهذه الأخطاء يُمكن اللجوء إليها.
قواعد في تربية الأبناء
تخضع تربية الأبناء إلى قواعد ثابتة يجب على الآباء الالتزام بها وتَحَمُّل نتائجها. تقول الدكتورة مريم رفعت: “لمعرفة أنسب طريقة لتربية الأولاد يجب أن نعرف سمات المرحلة العمرية، كما أنه من المهم أن تخبر الأطفال ما الشيء الصحيح الذي يجب عليهم القيام به، وليس فقط أن تخبرهم ما الخطأ الذي يفعلونه.
وأفضل طريقة لتربية الطفل هي تجنب استخدام الخبرة الشخصية وما نشأ عليه الآباء، ومن الضروري القراءة عن الأطفال، وسمات كل مرحلة عُمرية، ومحاولة التعلم أكثر عن التربية السليمة ونفسية الأطفال، وبالتأكيد التعامل بهدوء دائمًا”.
ويتمنى الآباء والأمهات أن يحافظ أبناؤهم على الصلاة وتكون علاقتهم بالله ورسوله قوية، وأن ينجحوا في تربية أبنائهم إيمانيا، لذا – كما يذكر الدكتور جاسم المطوع- لا بُد من:
- اختيار الزوجة الصالحة المتدينة التي تعرف حقوق الله عليها وعلى زوجها وأبنائها.
- الإكثار من سماع القرآن للأم وهي حامل في جنينها فلها رسائل إيجابية على عقل وقلب الطفل.
- في المراحل الأولى من عُمر الطفل، يجب الإكثار من الذكر وتلاوة القرآن بجواره حتى ولو في فترة لعبه، ونحرص على أداء الصلوات بجانبه كي يرانا، مع تحصينه بالأذكار.
- من عُمر سنتين إلى ست سنوات – وهي أهم مرحلة وتسمى التقليد- نُركّز على حفظ القرآن والأناشيد والأدعية ونحببه في الله ورسوله من خلال ذكر القصص في أثناء الطعام أو قبل النوم.
- بعد هذه المرحلة نُعرفه كيف يعبد الله وكيف يُحبه، وأنّ جَميع العبادات هي أوامر من الله يجب تنفيذها.
- في مرحلة البلوغ وارتباطهم بالأصدقاء نحاول أن نراقب أصدقاءهم، ونحثّهم على صحبة الصالحين، ونُشركهم في إخراج الزكاة ونذكرهم بالأخلاق الاجتماعية وصلة الأرحام واحترام الكبير والعطف على الصغير ونشرح لهم معاني أسماء الله تعالى.
- ما بعد البلوغ يجب أن يستمر اللين مع التأكيد على أهمية طاعة الله سبحانه، وتربيته على الإيمان بالقضاء والقدر واللجوء إلى الله في كل أموره: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام162).
أخطاء في تربية الأبناء
إنّ طبيعة البشر وضغوط الحياة قد تدفع الآباء والأمهات إلى ارتكاب أخطاء في تربية الأبناء خلال مراحل عمرهم المختلفة، ومنها:
- التشاجر أمام الأطفال: بالطبع ليس هناك بيت يخلو من المشكلات والنزاعات، وضغوط الحياة والمسؤوليات التي لا حصر لها، ويغفل كثيرٌ من الآباء والأمهات التأثير النفسي لهذا الشجار على الأبناء الذي يُؤثر بالسلب على شخصياتهم، وقد يؤدي إلى تنشئة طفل منعزل يرى العالم مكانًا مخيفًا مليئًا بالصراعات.
- الثناء على جميع التصرفات: بعض الآباء يشجعون أطفالهم بالثناء على أي تصرف يقومون به حتى لو كان بسيطًا أو بديهيًّا؛ اعتقادًا منهم بأنهم يشجعون الطفل على تكرار هذا الفعل، لكن الإفراط في هذا الأمر يجعل الطفل محبًّا للثناء وينتظر الشكر دائمًا من الآخرين، ما يجعل دافع الطفل في القيام بالأعمال الجيدة هو المادة أو الثناء.
- المساعدة الزائفة: إنّ كل مساعدة زائدة نقدمها للطفل هي في الحقيقة عقبة في طريق تطوره. طفلك الآن ينمو في طريقه ليصبح فردًا مستقلًّا في المجتمع، وكل ما يحتاجه هو أن يكتسب تلك الاستقلالية التي سيعيش بها حياته، لا أن تمارس أنت استقلاليته بدلًا منه، فلا داعٍ لأن تربط عنه حذائه بل علّمه كيف يربطه لنفسه.
- عدم مراعاة أن كل شيء في أوانه أحلى: كل مرحلة عُمرية من حياة الطفل لها متطلبات خاصّة تدعم نموه وتطوره، فالطفل الصغير مثلًا يحتاج إلى الانطلاق واللعب بحرية لدعم تطوره الجسدي، والأكبر سنًّا يحتاج لتحديات ذهنية تدعم نموه العقلي، والأكبر يحتاج لخبرات اجتماعية تدعم نموه النفسي… إلخ، وحين تقحم متطلبات مرحلة متقدمة في مرحلة ابتدائية فإنك كمن يطعم اليرقة رحيق الأزهار بدلًا من أوراق الشجر بدعوى إعدادها لما ستواجهه حين تتحول لفراشة!
- مقارنة الطفل بغيره: سواء أصدقائه أو أقاربه أو إخوانه من الأمور التي تُشوّه شخصية الطفل، وتفقده ثقته بنفسه، وتُشعره بالنقص، فلكل طفل مهاراته وقدراته الخاصة التي تجعله مميزًا عن غيره ويكمن دور الآباء في مساعدته على اكتشاف ما يُميزه لا ما يجعله مجرد صورة من أطفال آخرين.
- الإهانة اللفظية أو الجسدية: رغم التحذيرات المتكررة من خطورة اللجوء إلى السباب أو الضرب كأسلوب لتقويم سلوك الطفل، فالعديد من الآباء يلجأون إلى هذا السلوك الذي لا يُساعد في غرس أي قيمة تربوية على الإطلاق، بل على العكس يُؤدي إلى تشويه نفسية الطفل وتربيته على الخوف ما يُضعف ثقته بنفسه فضلًا عن أنّ الضرب يُعالج المشكلة ظاهريًّا وبصورة مؤقته دون فهم حقيقي لاحتياجات الطفل النفسية.
- عقاب التشفي والانتقام: حين تعاقب طفلك على خطأ ما، وتشعر بعدها أنك قد شفيت غليلك منه فاعلم أنك إنما عاقبته لتنتقم ولم تعاقبه لتربيه. وأخطاء الطفل هي فرص للتعلم، ونحن نتطلع إلى أن يفكر الطفل مستقبلًا في كيفية تجنب الخطأ، وليس في كيفية تجنب العقاب، لذلك فطريقة تعاملنا مع أخطاء الطفل يُعول عليها الكثير في رحلتنا التربوية معه.
والطفل الذي توبّخه أمه وتعنفه لأنه لم يُنهِ وجبة غدائه، قد يتخلص منها في القمامة في المرة المقبلة ليتجنب العقاب، وبذلك تفاقمت المشكلة. في حين أنه يمكنها التعقيب على ذلك الأمر بأن وجبة العشاء تتأخر وأنها تخشى أن يجوع حتى ذلك الحين، وتتركه ليتحمل الجوع نتيجة اختياره إذا اختار ألا يتناول وجبته، وفي المرة المقبلة سيكون قد تعلم درسه. - تضارب أفعال وأقوال الوالدين: قد يحدث نوع من التضارب بين أفعال الوالدين والأقوال التي تصدر منهما للطفل، حيث يقوم الأبوان أحيانًا بأفعال قد يطلب أحدهما من الطفل الابتعاد عنها، وهذا ما يتسبب في حيرة الطفل، لذا ينصح الخبراء الآباء بعدم مطالبة الطفل بالتوقف عن شيء وأحدهم يفعله، حيث إن هذا يبدو تناقضًا، كما يجعل الوالدين قدوة سيئة للأبناء.
- آباء الطائرة المروحية: خلال فترة المراهقة، يصبح الأطفال أكثر ميلا إلى الاستقلالية، ما يُعد أمرًا إيجابيًّا لنموهم، وقد يرغب المراهقون في قضاء مزيدٍ من الوقت مع أصدقائهم بدلا من والديهم، وقضاء عطلات نهاية الأسبوع خارج المنزل، ومن الطبيعي أن تشعر بالقلق نوعًا ما عندما يكون طفلك غائبا عنك، إلا أن منعه من ممارسة الأنشطة التي يفضلها بمفرده سيكون له أثر سلبي على نفسيته. ويسمى الوالدان بـ(آباء الطائرة المروحية) حين يرغب أحدهما بالمشاركة في حياة طفله بجميع تفاصيلها، ولكن قد يدفع هذا التصرف الطفل إلى الاعتقاد بأنه عاجز عن الاعتماد على نفسه، ما يتسبب في إصابته بحالة من الفزع. لذلك ينبغي على الوالدين السماح لأطفالهما بارتكاب الأخطاء شرط أن تكون في حدود المعقول؛ حتى يتسنى لهم اكتشاف خبايا الحياة بمفردهم.
- الانشغال بالهاتف: الانشغال الدائم بالهاتف الذكي للرد على رسالة أو الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي، في أثناء قضاء الوقت مع الطفل، يجعله يشعر بعدم أهميته وربما يدفعه هذا للقيام بتصرفات غريبة لكسب الاهتمام.
علاج الأخطاء في تربية الأولاد
وفي حال ارتكب الآباء والأمهات أخطاءً في تربية الأبناء فإن هناك بعض النصائح، التي تساعدهم في تجاوز هذه الأخطاء، ومنها:
1- استشارة أصحاب الخبرات.
2- تخفيف الضغوط وممارسة بعض الهوايات المحببة لتفريغ الانفعالات السلبية.
3- عوِّد نفسك على استيعاب المشكلات اليومية التي تمر بك مع أولادك، وتذكر أن لكل جيل ظروفه.
4- تقبل إخفاقاتك مع أولادك بصدر رحب، وابحث عن أسبابها بكل حيادية وموضوعية، وبعيدًا عن التأثر النفسي السلبي بنتائجها، فهذا يساعدك على تلافيها في المستقبل.
5- ابتعد عن المتشائمين وناشري الإحباط في تربية الأولاد؛ لأن كثرة كلامهم عن الإخفاقات ومصاعب تربية الصغار تُثير في النفس الشعور بالعجز، وعدم القدرة على تحقيق ما تهدف إليه مع أولادك.
6- يجب أن تتعرف على خصائص المرحلة العمرية التي يمر أولادك بها؛ لأننا في كثير من الأحيان نظن أننا فشلنا في تربيتهم ونصاب بالإحباط لإصدار بعض السلوكيات منهم، رغم أن هذه السلوكيات ربما تكون من طبيعة المرحلة التي يمرون بها.
7- تعليم الأولاد القرآن الكريم والعبادات منذ الصغر حتى يُحبّوها ويألفوها إذا كبروا.
8- الاستعانة بالله: في النهاية، توجه إلى الله تعالى بالدعاء، وأَلِحّ عليه سبحانه أن يعينك على تعديل سلوكياتك السلبية في تربية أولادك، وأن يكون لك عونا في تربيتهم بشكل عام، واحرص على أن تدعو لهم بأن يجعلهم الله من الصالحين الموفقين.
أساسيات التربية المتوازنة
والتربية المتوازنة هي الأساس في تخريج نشء قادر على التفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه، دون أمراض نفسية، ومن الممكن تربية الأبناء على ذلك من خلال:
- الرعاية والعناية في كافة شؤون الطفل: البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية.
- التغذية المتوازنة: ما يؤثر إيجابًا على شخصية الطفل، وتكوين بنيته البدنية وقوته الجسمية، ويكسبه الصحة ومقاومة الأمراض.
- القدوة الحسنة: ويحتاج لأن يرى ذلك مطبقًا في المجتمع المحيط به من الأسرة والشارع وغيره، لتعينه على اكتساب القيم.
- التوجيه المعرفي: رغم ضجر الطفل من المعرفة المجبر عليها، فإنها تؤدي دورًا مهمًّا في التنشئة.
- الاهتمام بالجوانب العقلية: فالطفل بحاجة إلى مراقبة نموه العقلي، واكتشاف مواهبه، ما يساعده على نجاحه.
- تنمية قدراته العقلية: إلى جانب تدريبه على التفكير العلمي، وإشباع رغباته وميله للعلوم والابتكار الإبداعي.
- الحب والحنان والأمان: وهي حاجات نفسية وعاطفية، وتوفير هذه الحاجة للطفل تجعل حياته أقرب للاستقرار، وشخصيته أقرب للثبات.
- إكسابه مهارات الحياة اليومية: ما يزيد رصيده المعرفي المتعلق بالمجتمع من حوله.
- توفير فرص اللعب والترفيه: وتلك حاجة فطرية في الأطفال، تخفف عنهم ضغوط الحياة اليومية وتحقق لهم المتعة والرضا النفسي.
- تنمية الثقة بالنفس واحترام الذات، وزرع المنافسة البناءة بين الأبناء.
- حسن النداء: ويكون بأحب الأسماء والألقاب إليه والتلطف في الحديث معه.
أثر الخلافات الزوجية على الأبناء
وقبل أن نختم هذا الموضوع، لا يفوتنا الحديث عن أثر الخلافات الزوجية في تربية الأبناء وتنشئتهم منذ الصغر، ومن صور ومظاهر ذلك:
- اختلال عملية الانضباط: فعندما يحصل النزاع بين الوالدين، يؤثر ذلك على انضباط الأطفال وعدم اكتراثهم بأوامر الوالدين.
- تشتت الأبناء بين الأب والأم، حيث تنقسم الأسرة إلى معسكرين أو صفين؛ ويتبنى كل طفل موقفًا معينًا فيكون إلى جانب أمه أو أبيه، ويدافع عنه، وهذا ليس في مصلحة أي من الوالدين.
- توقف عملية النمو: فقد أشارت بعض الدّراسات في المجتمعات الغربية إلى أن نزاع الوالدين في محيط الأسرة يؤدي إلى توقف عملية نمو الطفل وظهور مشكلات جديدة في هذا المجال، وقد تقل شهية الطفل للطعام، أو يحصل تباطؤ في عملية الهضم بسبب حدوث خلل في إفرازات بعض الغدد، وهذا كله بسبب شعور الطفل بالغم والحزن، ويؤدي نزاع الوالدين – أيضا- في حال مرض الطفل إلى تباطؤ عملية شفائه واستعادته لصحته وسلامته.
- تشويه صورة الأبوين أو أحدهما عند الطفل: إن الشجار بين الوالدين يؤذي الطفل ويشوه الصورة التي يحملها عنهما؛ ما يجعل لها آثارًا سلبية على حياته.
- ضعف الثقة في النفس: ينشأ هذا نتيجة لضعف الروح الاستقلالية عند الطفل، والشعور بالعجز والنقص.
- السلوك الاجتماعي المنحرف: يؤدي نزاع الوالدين وعدم توافقهما؛ إلى تمهيد الأجواء؛ لأن يسلك الطفل سلوكًا اجتماعيًّا منحرفًا فيلجأ إلى الجريمة.
- تحطيم المعنويات: يؤدي النزاع إلى تحطيم معنويات الأولاد ويُجذر في نفوسهم حالات القلق والاضطراب.
- زيادة عصبية الأبناء وتمردهم في المنزل: إن كل الانفصالات تفرض الحزن والاكتئاب عندما يكون الطفل ضحية الآباء الذين تساءُ معاملتهم، وينغلق على نفسه في الاكتئاب.
- بقاء الأبناء الأكبر سنًا خارج المنزل لأطول وقت ممكن: إن استمرار الخلافات الزوجية بين الزوجين يجعل الأطفال، خصوصًا المراهقين يعمدون إلى محاولة قضاء أكبر وقت ممكن خارج البيت حتى يبتعدوا عن الأجواء الخلافية المشحونة، وهذا قد يدفعهم إلى مرافقة أصحاب السوء.
- عدم شعور الأطفال بالأمان في الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل.
المنهج النبوي في تربية الصغار
إنّ ما وجدناه في سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- بشأن تربية الأبناء يُضيء الطريق ويرشد التائه ويمسك بيده ليصل به نحو تربية إسلامية مثلى، ويتمثل ذلك في:
- إنشاء البناء الإيماني منذ الصغر، فيقول الحبيب – صلى الله عليه وسلم -: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع”.
- منح الطفل الحب والحنان والتواضع له، يقول – صلى الله عليه وسلم -: (ليسَ منّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا).
- بناء الثقة بالنفس، فكان النبي يقول لابن عباس – رضي الله عنه – وهو راكب خلفه على دابته: (يا غلامُ، ألا أُعلِّمُك كَلماتٍ؟ احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استَعنتَ فاستَعِنْ باللهِ…).
- حثهم على التفكير، وهو ما فعله النبي مع صحابته عندما سألهم: “إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟”… إلخ الحديث.
- تنمية إبداعاتهم، فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يستخرج مكنونات وذخائر أصحابه الكرام، كلٌّ على قدر طاقته واستعداده وميوله.
- غرس القيم النبيلة، فها هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسأل تلك المرأة التي كانت تنادي على ابنها وتقول له: تعال أُعْطِكَ، يسألها ماذا أردت أن تعطيه، فتقول تمرا، فيقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة”.
- حفظ الأسرار، فعن عبد الله بن جعفر – رضي الله عنه- قال: أردفني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدا من الناس.
المصادر:
- أحمد المزيد: كتاب 130 طريقة في تربية الأبناء، ص (5-16).
- سعيد بن محمد آل ثابت: كتاب التربية الإيمانية للمراهقين، ص (13-15).
- صالح بن فوزان الفوزان: تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، ص 14.