ابنتي الكبري شئ لا يوصف في العناد إن قلت لها يمينا ذهبت يسارا، وإن قلت لها لا تفعلي فعلت، إن قلنا لها لا تصاحبي فلانه صاحبتها، وإن قلنا لها صاحبي فلانه جعلتها أعدى أعدائها، ناهيك عن تطورها للأسوء في معاملتها معنا والذي يظهر في جفاف ردها وعلو صوتها وتمردها علي كل نصيحة توجه لها، فهي تريد أن تعيش الحياة بالطريقة التي تريد ومع الصديقات اللاتي تختارهن. جربنا معها كل الأساليب فلم تنفع بدءا من الحوار والمناقشة وانتهاء بالضرب المبرح الذي كاد يتسبب في كسرها بل وموتها لكنها مع ذلك كله لا تزداد إلا عنادا.
ناهيك عن ميلها لسلوكيات لم نكن نفكر منذ صغرنا وحتي الآن أن نكون نحن أو أحد من أبنائنا من أصحابها، فهي تحب سماع الأغاني والكليبات التافهة، ونصف شعرها يظهر من تحت غطاء رأسها فضلا عن كثير مشكلاتها مع المعلمات التي تزداد يوما بعد يوم. إنني لا أعرف إذا كانت المشكلة فيها أم فينا كما أنني كلما هممت أن أستسلم وأرفع الراية البيضاء في أمر تربيتها ازداد خوفي عليها فأعود فأقاومها فتزداد عنادا وهكذا دواليك. فبماذا تنصحني؟