هو أبو محمد فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيب بن أصرم ابن جحجبى الأنصاري الأوسي.
شهد بيعة الرضوان.
وشهد أحدا والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم خرج بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام فسكنها، وتوفي بها سنة تسع وخمسين من الهجرة.
كما شهد فضالة فتح مصر، وشارك فيها مع الفاتحين، وأقام فيها مدة.
ونقلت إلينا كتب السيرة والسنة أنه تولى القضاء والبحر في مصر لمعاوية بعض الوقت.
وروى عنه من أهلها أبو خراش الصحابي، والهيثم بن شفي، وعبد الرحمن بن جحوم وغيرهم.
ولما استقر المقام لفضالة في بلاد الشام ذاع صيته بها.
فقد رووا أن الصحابي الجليل أبا الدرداء كان قاضيا على دمشق أيام معاوية، فلما احتضر عاده معاوية، فسأله عمن يرشحه لتولي القضاء بعده، فقال: فضالة بن عبيد.
فلما توفي أبو الدرداء، قال معاوية لفضالة: إني قد وليتك القضاء.
فحاول فضالة أن يعتذر، فقال له معاوية: «والله ما حابيتك بها، ولكني استترت بك من النار».