جاءني خطاب التوظيف الذي كنت أنتظره شأني شأن كل شاب يريد أن يكون له مستقبلا ماديا وموظفا ذا عمل وراتب مثل بقية من توظف من أقراني، لأبدأ صفحة جديدة من صفحات حياتي التي تجري جرياً سريعاً.
وكانت الوظيفه والحمدلله غاية في الاحترام والتقدير فقد كانت في وزارة يتمني العمل فيها كل شاب له علاقة بتخصصي. لكن المشكلة أنها جاءت وسط زميلات كلهن نساء، ونساء فقط وأنا الرجل الوحيد بينهن!
ولك أن تتخيل وضعي الوظيفي فأنا طوال اليوم لا ألتف يمنة ولا يسرة إلا وجدت زميلة جالسة أو متحدثة أو ضاحكة ناهيك عن تعاملاتنا اليومية مما له علاقة بطبيعة العمل، وطبعا فيهن المتزوجة وغير المتزوجة.
والأشد من ذلك أنني ضعيف جداً أمام النساء فأنا-قبل هذه الوظيفه-كنت من أشد الناس خوفاً علي نفسي من فتنتهن، وأنت تعرف أن الحياة اليومية للموظف لابد لها من بعض التبسط التدريجي في الكلام والطعام والشرب وغير ذلك من الأمور التي تكاد تكون عادية بمرور الوقت.
الحمد لله أنهن جميعاً علي مستوى عال من الخلق والأدب وهن جميعاً يعتبرنني أخاً لهن ولا أشعر من إحداهن بأي تعامل مريب معي، لكنني أخاف علي نفسي الفتنة، وقد حاولت الانتقال إلي مكان آخر فلم أوفق، والآن أنا أعمل بينهن وإلا فالاستقاله هي الحل. فماذا تري؟