تنوعت أشكال الحوار القرآني وأصنافه بتنوع مقاصده، ليواكب الحاجات الفطرية الإنسانية، فكان منه الحوار الخطابي بأشكاله التسعة: من تذكيري وتعبدي، وإيماني (موجه إلى الذين آمنوا)، وإنساني، ونبوي (موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم)، و…. ومنه الحوار البرهاني: يبرهن بالحجة والمنطق على المعطيات والأهداف الاعتقادية التي جاءت في القرآن لتحقيق سعادة الإنسان وإصلاح حياته ومجتمعه، ولإقامة علاقاته على أساس صحيح سليم متين، ومنه الحوار التعليمي الموافق لفطرة المتعلم، المشبع لرغبته في حب الاستطلاع، ومنه الحوار القصصي الشائق الممتع المؤثر.
والحوار القرآني بحميع أصنافه وصيغه وأشكاله يهذب المشاعر، ويوقظ الوجدان، يربي العواطف الربانية ويجيب عن أسئلة السائلين. ولا يمكن حصر أهدافه هنا.
أما آثاره التربوية فهي أكثر من أن تستوعبها هذه السطور، ذلك أن كل هدف من أهدافه -التي تزيد على العشرين- يربي جانبًا أو أكثر من جوانب النفس، وينشئ وينمي أكثر من عاطفة من العواطف الإيمانية، ويلبي حاجة أو أكثر من الحاجات الإنسانية أو الاجتماعية أو التشريعية أو النفسية عند الفرد أو المجتمع أو الدولة.