إن دراسة الهدي النبوي أمر له أهميته لكل مسلم؛ فهو يحقق عدة أهداف، من أهمها: الاقتداء برسول اللہ ﷺ من خلال معرفة شخصيته، وأعماله وأقواله وتقريراته، وتكسب المسلم محبة الرسول ﷺ، وتنميها وتباركها، وتعرفه بحياة الصحابة الكرام، الذين جاهدوا مع رسول الله ﷺ، فتدعوه تلك الدراسة لمحبتهم، والسير على نهجهم، واتباع سبيلهم، كما أن السيرة النبوية توضح للمسلم حياة الرسول ﷺ بدقائقها، وتفاصيلها منذ ولادته، وحتى موته، مرورا بطفولته وشبابه، ودعوته وجهاده وصبره، وانتصاره على عدوه، وتظهر بوضوح أنه كان زوجا وأبا وقائدا ومحاربا، وحاكمًا، وسياسيا، وداعية وزاهدا وقاضيا، وعلى هذا فكل مسلم يجد بغيته فيها.
إن هذا الكتاب وكما يوحي به اسمه ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو -وكعادة الدكتور علي الصلابي في كتاباته- دراسة تحليلية يقدم قراءة في الحدث، ودلالاته، وما يطرحه على المسلمين من أمور وواجبات ومهام. وقد احتوى الكتاب بجزأيه على 17 فصلا، عرض الفصل الأول منها مقدمات حول واقع شبه جزيرة العرب قبل نزول الوحي، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وكذلك مراكز القوى الحضارية الكبرى في العالم قبل البعثة، قبل أن تأتي باقي الفصول وكأنها محطات رئيسية تعني كل محطة منها بحدث من أحداث السيرة النبوية الكبرى. بداية من نزول الوحي والدعوة السرية (الفصل الثاني)، ومرورا بـ
الجهر بالدعوة وأساليب المشركين في محاربتها (الفصل الثالث)،
وهجرة الحبشة، ومحنة الطائف، ومنحة الإسراء (الفصل الرابع)،
والطواف على القبائل، وهجرة الصحابة إلى المدينة (الفصل الخامس)،
وهجرة النبي ﷺ، وصاحبه الصديق (الفصل السادس)،
ودعائم دولة الإسلام في المدينة (الفصل السابع)،
وغزوة بدر الكبرى (الفصل الثامن)،
وغزوة أحد (الفصل التاسع)،
وأهم الأحداث ما بين أحد والخندق (الفصل العاشر)،
وغزوة الأحزاب (الفصل الحادي عشر)،
وما بين غزوة الأحزاب والحديبية من أحداث مهمة (الفصل الثاني عشر)،
والفتح المبين (الفصل الثالث عشر)،
وأهم الأحداث ما بين الحديبية وفتح مكة (الفصل الرابع عشر)،
وغزوة فتح مكة (الفصل الخامس عشر)،
وغزوة حنين والطائف (الفصل السادس عشر)،
وانتهاءً بغزوة تبوك وهي غزوة العسرة (الفصل السابع عشر).