لكل أمةٍ أو مجتمعٍ مصدر تُستقَى منه القيم، فقد تكون قيما دينية أو بشرية، وما كان دينيا قد يكون صحيحا وقد يكون مُحرَّفا، وما كان بشريا قد يكون متوافقا مع الدين كقيمة إتقان العمل عند الكثير من المؤسسات الغربية بصرف النظر عن الدافع إلى ذلك، وهو متوافق مع ديننا، والفطرة الإنسانية النقية من أعظم مصادر القيم حتى لو كان الإنسان في مجتمعٍ جاهلي، وهذا ما يُفسِّر لنا الكثير من القيم الخيِّرة التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قُبيل الإسلام.
من أخطر ما يعتري الأسرة هو إفشاء أسرارها للجميع سواء من الزوج أو الزوجة مما يعد معول هدم قوي في جنباتها، لما يترتب عليه من عواقب وخيمة. ومن الملاحظ مؤخرا أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة لإفشاء الأسرار الأسرية حيث يعتبر هذا السلوك من أعظم أسباب تفكُّك الأسرة وضياعها.
إننا لا نجد آباء يستيقظون في الصباح وهم يخططـون لجعـل حياة أي طفل تعيسة. ولا نجد أما أو أبا يقول، "سأصرخ هذا اليـوم، واتذمر، وأظلم ولدي ما أمكنني ذلك". وعلى النقيض من ذلك، فإننـا نجد آباء عديدين يجزمون بأنه، "سيكون هذا اليوم هادئاً. لا صـراخ، لا جدال، ولا عراك"، ومع ذلك، وبالرغم من النوايا الحسـنة فان الحرب غير المرغوبة تنشب مجددا.